27 يوليو، 2024

المدارس الفلسطينية

الدوحة – قطر

كلمة الأستاذة زينب صالح

كلمة مديرة المرحلة الاعدادية الثانوية

 الأستاذة/ زينب صالح

بين جنبات الوطن يشعر إي إنسان بالأمان إذا كان يعمل من أجل هدف يمتزج بتراب فلسطين، فما بالكم إذا كنت أعيش وأعمل في الوطن الذي يسكن فينا- إنها المدرسة الفلسطينية بدولة قطر.

بالأمس القريب ساقني القدر للعمل بها  مديرة لمدرسة البنين، قبلت العرض لأن بي مشاعر جياشة للوطن، في محاولة مني لأسهم في بنائه، رغم أن قدماي لم تتطهر بالسير على ترابه ما يعوضني الحنين إليه، ثم مديرة لمدرسة البنات التي أعتز أيما اعتزاز أنني أعمل فيها،  لهذا كلما مضى ويمضي يوم من الأيام أزداد التصاقا بها، بل ويسوقني العمل اليومي لوقت متأخر في البيت حتى أشعر أنه  يسكن في حنايا الصدر وهو كذلك.

بالمدرسة اقتربت كثيرا من الوطن فلسطين ، ولا أبالغ إن قلت بأنني أعيش فيه لحظة بلحظة، فكلما يمضي يوم أعرف جديداً عنه، وأتعرف على مكوناته، خاصة عندما  بدأت أقطف ثمار ما زرعت، فطلابي دخلوا جامعات نوعية، وطالباتي على الطريق، فأفتخر بنفسي أنني بهم ارتقيت، ومعهم نجحت.

إن العمل بالمدرسة الفلسطينية يُشعِر الإنسان بالاعتزاز بذاته طالما أنه يعمل مع كوكبة من المدرسات يستحقون التقدير والثناء، لأنهم رسموا لأنفسهن طريقا مميزاً، وإداريات تزدان المدرسة بفكرهم.

إن بناء العقول أصعب من بناء الأبراج،  وصقل النفوس بالعلم يزيّن صاحبه، وتربية النفس على القيم الفاضلة ينمي روح المحبة، وربط الطالب بوطنه فلسطين أسمى ما نسعى إليه، كل هذا وذاك هو منهاج عملنا، نحاول أن نتلمسه جميعاً لنضع كل طالب يرتبط بالمدرسة بتلك القيم ، حتى يخرج للحياة معافى من كل أمراض العصر الفكرية.

جهد ليس بالمقل، ولكنه البناء الذي يضع طالب العلم على بداية الطريق الصحيح، نخطو به خطوات تفتح له أفاقاً من المعرفة، ونتلمس معه المستقبل، ليكمل مشوار العلم بثبات.

” من أجل  مستقبل أفضل لأبنائنا” هذا الشعار الذي رفعناه منذ البداية، أحاول جاهدة أن أزرعه في نفوس أعضاء الهيئة الإدارية والتدريسية، ليبنوا منه واقعاً في وجدان وعقول كل منتسب للمدرسة من البنين والبنات، لنصل إلى غايتنا المنشودة التي هي جزء من الأمانة الملقاة على عاتقنا، فنفخر بأنفسنا، ونعتز بأبنائنا، فنعيش لحظة الارتباط بالوطن، وهذا أسمى أمانينا.

هي المدرسة الفلسطينية التي أحببت العمل فيها، وستبقى هذه السنون جزءاً من ذاكرة لن تُنسى، لأن بها من يقدرون العمل، ويستحقون منا على الدوام محبة لا تنتهي  واحتراماً يتوازى معه تقديرهم لنا.

ستبقى المدرسة مفخرة الجالية الفلسطينية بالدوحة، ومفخرة لكل من ساهم فيها ولو بالقليل، فما بالكم بمن أسسها على تقوى من أجل مستقبل أفضل لأبنائنا طلاب العلم.

والله الموفق.

    زينب عبد الله

2016-02-02